يُحتم التطور التكنولوجي سريع الخُطي على الشركات تبني استراتيجيات وممارسات فعالة لتوظيف جيل الألفية وجيل z، ولكن كيف يتم الاستقطاب الوظيفي لأفضل المواهب من الجيل الجديد وجيل زد؟ وما أبرز أساليب للتواصل مع هذه الأجيال الأكثر اعتمادًا على التقنيات الرقمية؟ وما هي توقعات جيل الألفية وجيل z من سوق العمل؟ وكيف يُمكن تعزيز الولاء الوظيفي لجيل الألفية والجيل z؟ كل هذه التساؤلات وأكثر تجد لها إجابات واضحة تساعدك إذا كنت صاحب عمل أو مسؤول توظيف في التعرف على حلول ذكية تناسب احتياجات جيل الألفية وجيل Z وتفضيلاتهم في بيئة العمل، وكذلك مساعد الشركات في تحسين التفاعل مع الأجيال الجديدة وإنشاء تجارب توظيف ناجحة تساعد هذه الأجيال على التفوق المهني.
ما هي أفضل الممارسات لتوظيف جيل الألفية وجيل z؟
جيل الألفية أو جيل Y أو جيل الإنترنت هو الجيل الممتد من 1981 إلى 1996، ويُشير جيل Z أو الجيل الرقمي إلى الجيل الممتد من 1997 إلى 2012، ويُمكن أن يتبع أصحاب الأعمال ومسؤولي الموارد البشرية عدة استراتيجيات فعالة لتوظيف جيل الألفية وجيل Z في سوق العمل، ومن أبرز هذه الاستراتيجيات: –
توفير بيئة عمل متنوعة ومتكاملة
بيئة العمل هي العنصر الأهم في استراتيجيات توظيف الجيل الجديد (جيل الألفية) وجيل زد، فيجب على أصحاب الأعمال تشجيع التنوع في الأجيال والخبرات أثناء تكوين فرق العمل، ودعم احترام الاختلافات في وجهات النظر والفروق الفردية بين الموظفين، ونشر ثقافة العمل الجماعي.
إعداد برامج تدريب وتطوير دورية
الحرص على تقديم برامج تدريب الموظفين التي تساعد على تعزيز المهارات الفنية والقيادية، وتوفير فرص للتعلم المستمر والتطوير والنمو المهني لكلا من الجيلين، وإتاحة فرص التقدم الوظيفي بمسارات وظيفية مرنة تتناسب مع احتياجات الأجيال المختلفة.
أتمتة المهام
جيل الألفية وجيل Z هم الأجيال الأكثر شغفًا بالإنترنت والتكنولوجية الحديثة، لذلك يجب على الشركات الاعتماد بشكل أكبر على الأنظمة التقنية والبرامج والتطبيقات والأدوات الرقمية وإتاحتها بتحديثات دورية للعمل بها لإنجاز المهام بشكل أسرع وجهد أقل ونتائج أكثر دقة وتلاشي معوقات العمل اليدوي.
السماح بالعمل المرن
تطبيق ثقافة العمل عن بعد أو العمل بدوام جزئي أحد الاحتياجات الرئيسية التي يبحث عنها كلاً من جيل الألفية والجيل زد في سوق العمل، وكذلك تقديم خيارات متعددة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
أقرأ أيضًا نصائح فعالة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
القيادة الناجحة والتواصل المفتوح
تطوير قدرات القيادة والتحفيز والتوجيه لدى المديرين والرؤساء، وتشجيع التواصل المفتوح بين الإدارة والموظفين، كل ذلك يساعد في النهاية على توفير بيئة عمل مُحفزة يسودها التعاون والتفاعل بين أعضاء الفرق ودعم مشاركتهم في اتخاذ القرارات، والاستماع إلى آرائهم، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المؤسسية وتلبية الاحتياجات المهنية والشخصية لجيلي الألفية وz.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية للتواصل مع جيل الألفية والجيل z من أفضل ممارسات التوظيف الفعالة لاستقطاب وجذب هذه الأجيال، ومن أبرز هذه الأدوات الرقمية.
- منصات التوظيف الرقمية مثل tanqeeb (تنقيب) لنشر الوظائف الشاغرة والتفاعل مع المرشحين المحتملين والباحثين عن الوظائف في المجالات والصناعات المختلفة.
- Instagram لنشر تصميمات مرئية تعبر عن ثقافة الشركة ورؤيتها ومميزات العمل بها.
- TikTok لإنشاء محتوى ترفيهي اجتماعي يخاطب هذه الأجيال وخاصة جيل z (الجيل الرقمي).
- استخدام أدوات التواصل الداخلي في المؤسسات لتسهيل التعاون والتفاعل اليومي بين الموظفين مثل (Slack – Microsoft Teams – Zoom).
- استخدام أنظمة إدارة وتخطيط موارد المؤسسة erp system مثل برنامج دفترة – Daftra، وهو يساعد على إدارة الموارد البشرية وكافة شؤون الموظفين وما يتعلق بها من الأجور والرواتب، والاجازات، والمكافآت، والحوافز وغيرها، وتكون هذه الأنظمة متاحة للإطلاع عليها من قبل الموظفين ولكن بالتحكم بإمكانيات وصلاحيات الوصول.
- منصات Coursera أو Udemy لتقديم دورات تدريبية في مجالات متنوعة عبر الإنترنت.
أبرز فروقات التوظيف بين جيل الألفية وجيل z
هناك فروقات واضحة بين جيل الألفية (جيل Y) وجيل زد ومن أبرزها:-
تأثيرات التكنولوجيا الرقمية
نشأ جيل الألفية مع بداية تطور التكنولوجيا وانتشار الإنترنت، ولكن لم تكن التكنولوجيا بتطورها الحالي جزء من طفولتهم المُبكرة، أما جيل z ولدوا في عصر الرقمنة والتكنولوجيا سريعة الخطى، مما جعلهم أكثر اعتمادا عليها في جوانب الحياة وأولها الحياة العملية.
المهارات والاهتمامات
يتمتع جيل الألفية بمهارات تقنية جيدة، ولكن أقل من جيل زد الذي يمتلك مهارات تكنولوجية متقدمة، ويتميزون بالتكيف السريع مع التغيرات التقنية، ويهتم كلاً من الجيلين بالتواصل الاجتماعي، والترفيه، والتعلم الذاتي وتطوير المهارات المستقبلية.
التوجه الوظيفي
جيل الألفية يبحث دائمًا عن تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، ويركزون أهدافهم صوب التطور والترقي الوظيفي، أما جيل z هم أكثر مرونة وواقعية ويركزون بشكل أساسي على اكتساب مهارات لتعزيز قيمتهم في سوق العمل.
التفاعل والتواصل
يفضل جيل الألفية التواصل الشخصي المباشر، أما جيل z يفضلون التواصل الرقمي عبر الإنترنت.
التحديات في سوق العمل
أبرز التحديات التي يواجهها جيل الألفية في سوق العمل:-
- المنافسة الشديدة من قبل الخريجين الجُدد من جيل z على الوظائف المتاحة في سوق العمل.
- يواجه جيل الألفية بعض الصعوبات في التكيف مع التغييرات التكنولوجية المتقدمة في سوق العمل.
- صعوبة تحقيق الاستقرار والتقدم الوظيفي في سوق العمل المتغير باستمرار.
- صعوبة تحقيق التوازن بين المسؤوليات المهنية ومتطلبات الحياة الشخصية.
أبرز التحديات التي يواجهها جيل z في سوق العمل:-
- يفتقر الجيل زد الخبرة العملية اللازمة لشغل بعض الوظائف.
- كثيرًا ما يتوقع الجيل z توقعات وظيفية لا تتناسب بالمرة مع إمكانياتهم الحقيقية.
- يواجه جيل Z صعوبات في التكيف مع الثقافات المؤسسية التنظيمية التقليدية.
- يكون التنافس الوظيفي أصعب بين الجيل z والأجيال ذوي الخبرات الأعلى من جيل الألفية و الجيل x وجيل طفرة المواليد.
أهم مجالات العمل التي يُفضلها جيل الألفية وجيل Z
إليك أبرز مجالات العمل التي يُمكن توجيه استراتيجيات توظيف جيل الألفية وجيل Z تجاهها:-
- الشركات الديناميكية التي تهتم بالابتكار التكنولوجي وتعمل في مجالات الانترنت والتطبيقات الرقمية وأنظمة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والبرمجة، والتسويق الرقمي، والإعلام، والعلاقات العامة وإدارة الأعمال.
- المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال الطاقة المُتجددة والحلول الخضراء والاستدامة البيئية.
- مجالات الرعاية الصحية والأبحاث الطبية واكتشاف علاجات جديدة.
- يُفضل جيل الألفية وجيل زد العمل في مجال الخدمات المالية بوظائفها المختلفة مثل المحاسبة، والتحليل المالي، والتخطيط المالي وغيرها.
6 تحديات تواجه أصحاب الأعمال عند توظيف جيل الألفية وجيل z
هناك العديد من التحديات التي تواجه أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف عند توظيف جيل الألفية (1981-1996) وجيل Z (1997-2012) ومنها: –
- التوقعات المرتفعة لدى هذه الأجيال بشأن التوازن بين العمل والحياة الشخصية، والمزايا الوظيفية التي تقدمها المؤسسات، ومعدل الترقي في المسار الوظيفي.
- محدودية الولاء الوظيفي للشركات من قبل هذه الأجيال مقارنة بالأجيال السابقة، فهم يميلون إلى التنقل السريع بين الوظائف.
- حاجة جيل الألفية وجيل Z إلى الاعتراف الدائم بإنجازاتهم، ومكافأتهم بشكل متكرر.
- صعوبة توفير الميزانيات المادية اللازمة لتوفير الأدوات الرقمية التي يتوقع جيل الألفية وجيل Z تواجدها في بيئة العمل.
- عدم إمكانية إتاحة العمل عن بعد أو المرونة في الجداول الزمنية طوال الوقت أو في معظم المؤسسات كما تتواقع هذه الأجيال.
- تواجه هذه الأجيال صعوبات في المهارات الاجتماعية والاتصال الشخصي في بيئات العمل التقليدية.
خاتمة
تطبيق ممارسات توظيف الأجيال الناشئة مثل جيل الألفية وجيل z واحدًا من أبرز التحديات التي تواجه الحضور التنافسي للشركات في سوق العمل، ولكن تبني استراتيجيات توظيف جيل الألفية والجيل Z يساعد الشركات على تحقيق نتائج استثنائية لجذب لتلبية احتياجات الأعمال وتحقيق النجاح والتطور المهني على المدى الطويل.