يتفق الجميع على أن هناك العديد من الطرق المختلفة لكتابة السيرة الذاتية، ولكن ما العنصر الذي يحكم هذه الطرق؟ تُعتبر أنواع السيرة الذاتية هي المعيار الذي يوضح سبب الاختلاف بين سيرة ذاتية وأخرى، ويأتي هذا التنوع في صالح تلبية احتياجات وأهداف الباحثين المتقدمين على الوظائف في شتى المجالات، لذلك ينبغي عليك أن تعرف نوع السيرة الذاتية الذي يساعدك على إبراز مهاراتك و خبراتك ومؤهلاتك سواء كنت تبحث عن وظيفة طبية، أو قانونية، أو تكنولوجية، أو مالية، فالأهم من البحث عن الوظائف هو تحديد نوع السيرة الذاتية الذي سيساعدك على حصول الوظيفة المرغوبة، فيما يلي دليل شامل عن أنواع السيرة الذاتية وكيفية التفرقة بينها والاستفادة منها.
تنقّل بين محتويات مقالنا التالي
إليك أبرز أنواع السيرة الذاتية، والعناصر التي تساعدك في الاستفادة من كلاً منهم.
1- السيرة الذاتية الوظيفية
تُعرف السيرة الذاتية الوظيفية على أنها أحد أنواع السير الذاتية التي تركز بشكل أساسي على الخبرات والمهارات الوظيفية والمؤهلات والإنجازات المهنية السابقة للمتقدم أو المرشح لوظيفة معينة، ويتم تنظيم السيرة الذاتية الوظيفية بالشكل الذي يقدم تفاصيل شاملة عن مسار العمل والخبرات التي اكتسبها الفرد على مر السنين.
أهمية السيرة الذاتية الوظيفية واستخداماتها
- تُستخدم السيرة الذاتية الوظيفية لتسليط الضوء على الخبرات المهنية ومهارات المرشح بالشكل الذي يتوافق متطلبات الوظيفة المُعلن عنها.
- تكمن أهمية السيرة الذاتية الوظيفية في كونها توفر مساحة للمتقدم لعرض سجل انجازاته المهمة والتحديات التي واجهها في الأعمال السابقة مثل تحقيق أهداف المبيعات وأرباح غير متوقع لها، أو الإدارة الناجحة للمشروعات، وهو ما يعزز يعزز قدرات المرشح ويدعم ثقة صاحب العمل فيه.
- تعتبر السيرة الذاتية الوظيفية من أكثر أنواع السير الذاتية شائعة الاستخدام، حيث يعتمدها أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف للحصول على معلومات منظمة ومرتبة تساعدهم على تقييم خبرات المرشحين واتخاذ قرارات التوظيف المناسبة.
- تساعد السيرة الذاتية الوظيفية في عملية تقييم أداء الشخص في الوظائف السابقة، والوقوف على نقاط قوته وضعفه والتعرف على أبرز التطورات المهنية المستحدثة عليه.
7 نصائح لكتابة السيرة الذاتية الوظيفية بشكل احترافي وفعال
- الاهتمام بتنسيق وتصميم السيرة الذاتية الوظيفية من خلال استخدام هيكل مرتب، واختيار خطوط واضحة، وألوان مناسبة لتحسين قراءة ووضوح السيرة الذاتية.
- ضع في اعتبارك دائما أن سيرتك الذاتية ليست وحدها التي يتم الاطلاع عليها بل هي وعشرات السير الذاتية الأخرى لتقييم المرشحين، لذا احرص على قابلية قراءتها بسهولة وسرعة، من خلال استخدام فقرات مختصرة وموجزة، ولا تغفل قوائم النقاط التي تسهل قراءة المعلومات المهمة بسرعة وبأقل جهد.
- انتبه إلى تخصيص سيرتك الذاتية الوظيفية، فقد تحتاج إلى التركيز على مهارات وخبرات محددة أو التأكيد على إنجازات معينة ترتبط بشكل وثيق بالوظيفة المتقدم عليها.
- استخدم أمثلة واقعية وأرقام عند توضيح إنجازاتك والنتائج الإيجابية التي حققتها في الوظائف السابقة.
- وضح بعض التفاصيل الموجزة حول مؤهلاتك الأكاديمية والتدريبات المهنية التي حصلت عليها.
- استخدم بعض الكلمات الرئيسية المتعلقة بالوظيفة أو المجال الوظيفي بشكل عام عند صياغة المهارات والخبرات في السيرة الذاتية الوظيفية، فهذا يساعد على تحسين العثور على سيرتك الذاتية بشكل أسرع من خلال قواعد البيانات والفلترة الآلية.
- قدم معلومات مفصلة عن الوظيفة الحالية أو الأخيرة التي قمت بها، مع توضيح أداق الواجبات والمسؤوليات المُسندة إليك.
عيوب السيرة الذاتية الوظيفية
- الإطالة الزائدة في كتابة وسرد المهارات والخبرات، مما يؤدي إلى فقدان اهتمام صاحب العمل أو مسؤول التوظيف.
- أصبحت السير الذاتية الوظيفية مألوفة وتتبع نمطًا تقليديًا ومكررًا لدرجة أنها يُطلق عليها أحيانًا “السيرة الذاتية المستهلكة” التي قد تؤدي تجاهل صاحب العمل للسيرة الذاتية نظرًا لعدم وجود شيء فريد فيها.
- الفهم الخاطيء للسيرة الذاتية الوظيفية من قبل الكثير من المتقدمين والمرشحين للوظائف، حيث يقومون بالتركيز على المسؤوليات الوظيفية العادية وليس المساهمات والانجازات الفردية والاستثنائية والتي هي أساس بناء السيرة الذاتية الوظيفية.
2- السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني
هي نوع شائع آخر من أنواع السير الذاتية وفيها يتم سرد المسيرة التعليمية والمهنية للمتقدم في شكل قصصي معتمد على الترتيب الزمني للأحداث من الأحدث إلى الأقدم، وتتبلور أهمية واستخدامات السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني في النقاط التالية:-
- توفير رؤية واضحة عن التجارب العلمية للمتقدم، وتمكين أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف من الإطلاع على تاريخ المسار المهني للمتقدم بشكل واضح ومفصل.
- يُمكن من خلال السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني تسليط الضوء على التطور والنمو الذي حققه المرشح على مر المراحل الزمنية المختلفة من عمره، وتوضيح مبدأ الاستمرارية في التعلم والتطور المهني خطوة بخطوة، وهو ما يترك مؤشرات ايجابية عن المتقدم لدى صاحب العمل المحتمل.
- تسهيل المقارنة بين الخبرات من خلال الترتيب الزمني، وبالتالي مساعدة أصحاب الأعمال في تقييم مدى توافق المسار الوظيفي للمرشح مع احتياجات ورؤية الشركة.
3 عوامل انتبه لهم عند إعداد السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني
- تحديث السيرة الذاتية بشكل دوري في حال اكتساب المزيد من المؤهلات الأكاديمية او المنح العلمية.
- الإنتباه إلى ترتيب الخبرات السابقة في المسار المهني بترتيب زمني عكسي من الوظيفة الحالية إلى الأقدم فالأقدم، مع توضيح أبرز المسؤوليات والمهام المسندة إليك.
- تسليط الضوء على أي فجوات في فترات التوظيف من خلال توضيح فترات التعليم الإضافية أو التدريبات او الأنشطة او الأعمال التطوعية التي قمت بها خلال هذه الفجوات.
عيوب السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني
- التركيز بشكل كبير على سجل العمل السابق والتعليم، مما قد يؤدي إلى إهمال تفاصيل أخرى مهمة مثل المهارات الشخصية والإنجازات الغير علمية، وأيضًا قد يؤدي التركيز الزائد على التفاصيل الزمنية إلى جعل السيرة الذاتية أكثر تعقيدًا وصعوبة في القراءة والفهم، بدلاً من أن تكون موجزة ومركزة على النقاط الرئيسية.
- قد يتجاهل البعض مع الترتيب الزمني العكسي للسيرة الذاتية المهارات والإنجازات الأخيرة التي يمكن أن تكون أكثر صلة بالوظيفة المستهدفة مقارنة بتجارب قديمة لا تضيف قيمة كبيرة للسيرة الذاتية.
- صعوبة تحديث السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني خاصةً عندما يكون لديك سجل عمل طويل ومتنوع، هنا يتطلب الأمر التوازن في عرض المعلومات بمزيد من الدقة والتنظيم مع الحفاظ على الاختصار والإيجاز في نفس الوقت.
- بالرغم من ان التسلسل الزمني للسيرة الذاتية قد يُظهر تقدمًا مهنيًا وتطورًا، إلا انه أحيانًا لا يعكس بشكل كافٍ التطور والقدرات الحالية للمرشح، وهو ما يؤثر على صورته المهنية أمام أرباب الأعمال ومسؤولي التوظيف.
3- السيرة الذاتية الإبداعية
تعرف السيرة الذاتية الإبداعية بـ (Creative Resume) وهي أحد أنواع السير الذاتية التي تهدف إلى تقديم المعلومات بشكل مبتكر ومختلف عن السير الذاتية التقليدية، من خلال الاعتماد على العناصر البصرية والابتكار والتصميم الجرافيكي لجذب انتباه أصحاب الأعمال والتميز عن المتقدمين الأخرين.
3 خطوات لإنشاء سيرة ذاتية إبداعية بشكل احترافي
- استخدام برامج التصميم مثل Adobe Photoshop أو Illustrator لإنشاء هيكل سيرة ذاتية إبداعي ومُبتكر، واستخدام خطوط وألوان تتناسب مع هيكل السيرة الذاتية مع شرط وضوحها.
- وصف أقسام السيرة الذاتية بعناوين تُعكس شخصيتك الإبداعية وتُلفت الانتباه، مع ترتيب أقسام السيرة الذاتية بشكل مناسب واستخدام تصميم جذاب ومُعبر يميز كل قسم.
- قُم بتضمين روابط أعمالك الإبداعية أو الفنية التي تظهر مهاراتك وقدراتك.
أبرز المجالات الوظيفية التي تتناسب مع السيرة الذاتية الإبداعية
- التصميم الجرافيكي.
- الفنون التشكيلية والتجميلية.
- التصوير الفوتوغرافي.
- الأعمال الصوتية.
عيوب السيرة الذاتية الإبداعية
- السيرة الذاتية الإبداعية قد تكون غير مناسبة لبعض المجالات والصناعات والوظائف المحددة التي تحتاج إلى تقديم معلومات بشكل مهني وتقليدي.
- العناصر البصرية والتصميمات المبتكرة المستخدمة في السيرة الذاتية الإبداعية قد تؤدي إلى صعوبة قراءتها وفهمها خاصة من قبل غير المتخصصين من مسؤولي التوظيف.
- إهمال المحتوى الفعلي والمهارات والخبرات المذكورة في السيرة الذاتية، بسبب الانجذاب إلى العناصر البصرية الأخرى.
- صعوبة تخصيص وتحديث السيرة الذاتية الإبداعية لكل وظيفة على حدى، فقد تحتاج الوظيفة إلى تصميم معقد وتعديلات كثيرة.
- عدم تدعيم بعض الأنظمة أو الأجهزة لعرض وتشغيل السيرة الذاتية الإبداعية كما هو مخطط لها من قبل صاحبها.
4- السيرة الذاتية الشاملة أو المدمجة
تهدف السيرة الذاتية الشاملة إلى توفير نظرة شاملة عن خلفية ومؤهلات المرشح، بدلاً من التركيز على تفاصيل الخبرات السابقة والتعليم بشكل محدود وضيق، وهو ما يُمكن أصحاب الأعمال من الفهم العميق للمهارات والخبرات والإنجازات والمؤهلات العلمية والمشاريع الشخصية وحتى الهوايات الفردية التي يتميز بها المتقدم على الوظيفة.
وبهذا يُمكن القول أن السيرة الذاتية الشاملة هي أحد أنواع السير الذاتية التي تدمج بين السيرة الذاتية الوظيفية وذات الترتيب الزمني، ولكنها تكون أطول ومليئة بالمزيد من التفاصيل لذلك قد لا يُحبذها بعض أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف، وأيضًا قد تكون غير مناسبة للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرات كافية، ويفضل استخدامها في التقديم على الوظائف التي تتطلب مجموعة واسعة من المهارات والمؤهلات المتنوعة مثل الوظائف الأكاديمية، والوظائف الإدارية والقيادية.
أهمية التفرقة بين أنواع السيرة الذاتية
تكمن أهمية التفرقة بين أنواع السيرة الذاتية المتعلقة بالتقديم على الوظائف في إمكانية تخصيص وبلورة السيرة الذاتية بالشكل الذي يتناسب مع المتطلبات الفردية لكل وظيفة، فتختلف السيرة الذاتية للوظائف الإبداعية عن السيرة الذاتية للوظائف الإدارية، وعرض المعلومات عن المرشح بالشكل الذي يساعد مسؤولي التوظيف على تقييم مدى تطابق المتقدم مع المتطلبات الوظيفية، وكذلك يساعد تنوع السير الذاتية في منح المرشح انطباع أكثر إيجابية كونه شخص متطلع ومُثقف ويواكب تغييرات وتطورات إعداد السيرة الذاتية لإبراز نفسه بشكل احترافي.
أحد أهم فوائد التنوع في السيرة الذاتية هو التأثير على القرار الوظيفي لأصحاب الأعمال، بالطبع لا تتساوى سيرة ذاتية مُختارة بدقة ومُصممة بعناية وفقًا للوظيفة المطلوبة مع سيرة ذاتية يبدو من شكلها أنها قالب تقليدي عام يناسب جميع الوظائف.
الأسئلة الشائعة
ما العوامل التي تساعدك على اختيار نوع السيرة الذاتية المناسب؟
- طبيعة الوظيفة المستهدفة فعلى سبيل المثال إذا كانت الوظيفة تتطلب تركيز على المهارات والإنجازات، فالسيرة الذاتية الوظيفية تكون الأنسب، أما إذا كانت الوظيفة تتطلب التركيز على الخبرة والتطور الوظيفي فتكون السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني هي الأفضل.
- السيرة الذاتية الوظيفية تتناسب بشكل كبير مع الخبرة المتنوعة و الفجوات الزمنية بسبب الإنقطاع عن العمل، وفي حال اتساق التطور الوظيفي زمنيًا يمكن استخدام السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني.
- تفضيلات ومتطلبات أصحاب الأعمال، وطول وتفاصيل السيرة الذاتية، وطبيعة مجال العمل كل هذه العوامل يجب أخذها في الاعتبار عند اختيار نوع السيرة الذاتية.
هل يُمكن استخدام السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني إذا كان تاريخ العمل غير مستقر؟
على الرغم من أن السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني تعكس التطور المهني المتسلسل والتاريخ المستقر للعمل، إلا أنه يُمكن استخدامها في حال وجود فجوات في التواريخ بين التجارب المهنية السابقة، ويُمكن معالجة هذه الفجوات من خلال الآتي:-
- تسليط الضوء على المهارات والإنجازات الهامة التي تم تحقيقها في كل وظيفة على حدة.
- تقديم تفسير موجز ومنطقي للفجوات في التواريخ بسبب فترات بدون عمل مثل التدريب أو التعليم المهني أو الإنشغال في المشاريع الشخصية خلال هذه الفترات.
- الترتيب الزمني المرن للعناصر في السيرة الذاتية لإبراز الخبرات الأكثر صلة بالوظيفة المستهدفة.
- استخدام “ملخص المؤهلات” للتركيز على المهارات والإنجازات الرئيسية بشكل عام، بغض النظر عن التواريخ، وهو ما يمنح صاحب العمل نظرة شاملة عن قدرات المتقدم.
الخاتمة
ختامًا يُمكن القول إن السيرة الذاتية هي الوثيقة التي تُعكس هويتك المهنية في أعين أصحاب الأعمال ومسؤولي التوظيف، ومع شدة التنافس بين المتقدمين على الوظائف لم تصبح السيرة الذاتية التقليدية وحدها اختيارًا صائبًا لتقديم نفسك، ويتطلب الأمر إبراز شخصيات وخبرات المرشحين بطرق مُبتكرة تجذب انتباه أرباب الأعمال، ومن خلال فهم المعلومات والتفاصيل السابق ذكرها عن أنواع السيرة الذاتية يُمكنك التميز عن المنافسين، وتعزيز فرصك للحصول على وظيفة مرموقة.