هل تعتقد أنه يوجد ثمة علاقة تربط بين الألوان والوظائف التي يشغلها العاملون بأي منظمة أو مؤسسة تجارية؟
هل سألت نفسك يومًا ما عن ما الذي يجعل موظفان يعملان داخل شركة واحدة، أحدهما يرتدي قميصًا ناصع البياض وربطة عنق أنيقة وآخر يكون زيه الرسمي أثناء العمل قميصًا قطنيًا مصنوع من أقمشةٍ متينة يغلُب عليها اللون الأزرق الداكن؟ في السطور القليلة القادمة من هذا المقال سنوضح لك تلك العلاقة بين الوظائف التي يشغلها الموظفون والعمال بأي منظمة أومؤسسة تجارية وألوان أطواقهم التي يرتدونها في عملهم، فهناك من يُطلق عليهم بذوي الياقات الزرقاء وآخرون نُعِتوا بأصحاب الياقات البيضاء، سنتعرف عن سبب تسمية الموظفون بهذه المسميات، وفي أي فترة زمنية ظهرت، وأوجه الإختلافات الجوهرية بينهما.
أولاً: أصحاب الياقات الزرقاء
ظهر مصطلح “ذوي الياقات الزرقاء” في عشرينيات القرن الماضي على العمال الذين يشغلون وظائف تعتمد بشكل كبير على الأعمال اليدوية والجهد البدني الشاق كوظائف التصنيع والتعدين والبناء وتركيب وصيانة الآلات وغيرها ليتقاضوا مقابل ذلك أجريومي مدفوع حسب عدد ساعات العمل اليومية، وضريبة على ذلك العمل الشاق الذي يستغرقه هؤلاء العمال بالمصانع يتعرض ملابسهم للإتساخ بسبب تعرضها بشكل مباشر للشحوم والأتربة الناتجتين أثناء العمل، فمن هُنا جاءت فكرة ارتدائهم لقمصان مصنوعة من أقمشةٍ متينة من الدنيم أو الشامبراي ويغلُب لونها الأزرق الداكن لسهولة إخفاء تلك الأتربة وحفاظًا على نظافة ملابسهم أطول فترة ممكنة، لهذا السبب أطلق على هؤلاء العمال بذوي الياقات الزرقاء.
ثانيًا: أصحاب الياقات البيضاء
أطلق الكاتب الأمريكي أبتون سنكلير مصطلح “ذوي الياقات البيضاء” على الموظفين الذين يمارسون أعمالاً مكتبية ويحتلون وظائف إدارية لما يتمتع هؤلاء الموظفون بقدرات ومهارات إبداعية حيث لا تحتاج تلك الوظائف لجهد بدني كبير بالمقارنة مع زملائهم من العمال، ولكن تحتاج إلى موظفين حاصلين على مؤهلات تعليمية عليا لأنهم بطبيعة الحال سيُلقى على عاتقهم مسؤولية التخطيط والإدارة للشركة، ولأنهم يعملون في مكاتب وبيئة عمل نظيفة نسبيًا فإن زيهم الرسمي عادةً ما يتسم بالأناقة حيث يتكون من قمصان بيضاء اللون وسروال وربطة عنق أنيقة لذلك سميوا بأصحاب الياقات البيضاء ومن أمثلة هذه الوظائف: مديرين الشركات، المحاسبين، المحامين وغيرها من الوظائف المكتبية الأخرى.
ثالثًا: أوجه الإختلاف بين أصحاب الياقات الزرقاء والبيضاء
- وظائف ذوي الياقات الزرقاء يؤديها العمال، بينما يشغل الموظفون وظائف ذوي الياقات البيضاء.
- موقع عمل وظائف ذوي الياقات الزرقاء يكون بالمصانع، أما وظائف ذوي الياقات البيضاء يكون في المكاتب.
- يرتدي العمال بالوظائف ذوي الياقات الزرقاء ملابس يميل لونها إلى الأزرق الداكن، بينما يكون القمصان البيضاء الأنيقة زي الموظفين الرسمي أثناء العمل.
- يتقاضى عمال الوظائف ذوي الياقات الزرقاء أجور يومية “حسب عدد ساعات العمل باليوم”، بينما يتحصل موظفو الوظائف ذوي الياقات البيضاء على راتب شهري.
- وظائف ذوي الياقات الزرقاء تتمثل في القيام بأعمال يدوية شاقة تعتمد في المقام الأول على الجهد البدني، بينما تتمثل وظائف في الأعمال المكتبية والإدارية التى تعتمد أكثرعلى الجهد الذهني والقدرات والمهارات الإبداعية.
- على الرغم من عدم احتياج عمال الياقات الزرقاء من الحصول على مستوى تعليمي عالي في المقابل لابد وأن يحصل موظفي الوظائف ذوي الياقات البيضاء حاصلين على أعلى مستوى من التعليم حيث ليكونوا قادرين على إتخاذ القرارات الهامة بالشركة، لذلك يحصل الموظفون على مقابل مادي أعلى نسبيًا من العمال.
هناك أيضًا وظائف أخرى يرتدي موظفوها ألوان ياقات مختلفة كأصحاب الياقات الوردية الذى يُطلق على الإناث اللاتي يعملنّ في مجالات الرعاية كوظائف التمريض ورعاية الأطفال والتدريس وأيضًا أعمال السكرتارية، وعلى الرغم من أن تلك الوظائف يعمل بها الرجال إلا أن في الغالب يسيطر عليها النساء، أما أصحاب الياقات الخضراء فهُم الأشخاص الذين يعملون بوظائف متعلقة بمجالات البيئة وكفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والتي يُطلق عليها بما يسمى بالوظائف الخضراء.
ما هي جرائم ذوي الياقات البيضاء؟
جريمة ذوي الياقات البيضاء هي جريمة غير عنيفة تتضمن الخداع أو الإخفاء من أجل الحصول على المال ، أو منع خسارة المال ، أو اكتساب ميزة تنافسية للفرد أو الشركة.
ينتشر النشاط الإجرامي للموظفين ذوي الياقات البيضاء على نطاق واسع ،
وهناك العديد من الأمثلة – أهمها:
- الجرائم المتعلقة بالمجال الطبي
- الجرائم المتعلقة بالمؤسسات
- جرائم غسيل الأموال
- جرائم الأوراق المالية والسلع
- الجرائم العقارية
- سرقة الملكية الفكرية والقرصنة
إجمالًا يمكن القول أنه مهما اختلف ألوان ياقات الموظفين أثناء العمل داخل المنظمة أو الشركة الواحدة إلا أنهم جميعًا يعملون وفق إطار سياسة ورؤية للمنظمة محددة وموضوعة بدقة مسبقًا والعمل على تنفيذ أهدافها بنجاح.